في إطار الدينامية الإصلاحية التي تشهدها المنظومة الصحية الوطنية، كشفت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية عن دورية جديدة تحمل رقم 117، موجّهة إلى مختلف المسؤولين الجهويين والإقليميين، تدعو إلى إعادة هيكلة وظيفة الاستقبال داخل المستشفيات، باعتبارها الواجهة الأولى التي تحدد انطباعات المرضى ومتلقي الخدمات الصحية.
وتؤكد الدورية أنّ تحسين جودة الاستقبال ليس مجرد إجراء إداري ثانوي، بل هو ركيزة أساسية لرفع مستوى العناية الصحية وتعزيز ثقة المواطن في مرافق العلاج. فالاستقبال الجيد – كما جاء في نص الدورية – شرطٌ حاسم لضمان مسار علاجي سلس، وإنسانـي، ومؤطّر بمعايير مهنية واضحة.
تعيين فرق مؤهلة وضمان استمرارية الخدمة
وتدعو الدورية إلى الإسراع بتعيين موظفين مؤهلين في مختلف نقاط الاستقبال والتوجيه، وفق معايير دقيقة تضمن المهنية والقدرة على التواصل مع المرضى وذويهم. كما شددت على ضرورة عدم ترك أي نقطة استقبال شاغرة، خاصة في المصالح ذات الضغط الكبير، لما لذلك من تأثير مباشر على سير العمل وجودة الخدمة.
كما ألزمت الوزارة المسؤولين بتعبئة فرق داخلية بشكل مؤقت في حال عدم توفر خدمات التدبير المفوض، وذلك إلى حين اعتماد النموذج الوطني الموحد لتنظيم الاستقبال داخل المؤسسات الصحية.
تنظيم الفضاءات وتحسين تنسيق الخدمات
وشددت الدورية على ضرورة وضع تنظيم واضح ومرئي لنقاط الاستقبال والتوجيه، بما يسمح للمرضى بالتنقل داخل المرافق الصحية بسهولة ودون ارتباك. كما دعت إلى ضمان التنسيق المستمر بين فرق الاستقبال والمصالح السريرية والإدارية، خصوصاً فيما يتعلق بالتعامل مع الشكايات، وحالات الاستعجال، والإرشادات الطبية والإدارية.
تعيين مسؤول يومي للسهر على جودة الخدمات
ومن بين أبرز مضامين الدورية، تكليف كل مؤسسة صحية بتعيين مسؤول مباشر يشرف يومياً على فريق الاستقبال، ويراقب حسن سير الإجراءات، ويتابع مدى احترام الموظفين لضوابط التعامل مع المرتفقين، مع رفع تقارير دورية إلى المديريات المركزية.
كما دعت الوزارة إلى تمكين فرق الاستقبال من النسخة النهائية للدليل الوطني لتحسين الاستقبال بالمؤسسات الاستشفائية، من أجل توحيد المعايير وتطوير الأداء.
منع إشراك الفئات غير المؤهلة في مهام الاستقبال
وجاء في الدورية تأكيد صارم على منع إسناد مهام الاستقبال لأي فئات غير مؤهلة، مثل أعوان النظافة أو الأمن الخاص، معتبرة أن ذلك يسيء إلى جودة الخدمة، ويؤثر على صورة المؤسسة الصحية، ويخلق التباساً في مهام العاملين داخل المرفق.
نحو استقبال إنساني يرسخ الثقة في المستشفيات
وأكدت الوزارة، في ختام الدورية، أن نجاح عملية إعادة تنظيم الاستقبال يستوجب انخراطاً كاملاً من مسؤولي المؤسسات الصحية، بهدف توفير بيئة إنسانية محترمة، تعزز التواصل بين المريض والمهنيين، وتكرّس حق المواطن في خدمات صحية ذات جودة.
إن هذه الدورية تمثل خطوة جديدة في مسار إصلاح قطاع الصحة بالمغرب، وتروم إرساء نموذج استقبال يليق بالمؤسسة الصحية العمومية ويستجيب لتطلعات المرضى وذويهم، ضمن رؤية شاملة للرفع من جودة الخدمات وتحسين تجربة
